اَلْجِنَاسُ وَ أَنْوَاعُهُ

 

اَلْجِنَاسُ وَ أَنْوَاعُهُ

 

📚 تَعْرِيفُ الْجِنَاسِ :

هُو تَشَابُهُ اللَّفْظَيْنِ فِي النُّطْقِ وَ اخْتِلَافُهُمَا فِي الْمَعْنَى .

📘 اَلْجِنَاسُ قِسْمَانِ

جِنَاسٌ تَامٌّ وَ جِنَاسٌ غَيْرُ تَامٍّ .

📙 تَعْرِيفُ الْجِنَاسِ التَّامِّ :

هُو مَا اتَّفَقَ فِيهِ اللَّفْظَانِ الْمُتَجَانِسَانِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءٍ :

أَوَّلهَا حَرَكَات الْحُرُوفِ وَ سَكَنَاتُهَا ، ثَانِيهَا عَدَد الْحُرُوف ، ثَالُثها نَوْع الْحُروفِ ، وَ رَابِعُهَا تَرْتِيب الْحُرُوفِ .

🔖 اَلْجِنَاسُ التَّامُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ :

✔ اَلنَّوْعُ الْأَوَّلُ :

🌹🌷اَلْجِنَاسُ الْمُمَاثِلُ :

هُو الذي يكُونُ فِيه اللَّفْظَانِ مِنْ صنف وَاحِدٍ ، أَيْ أَنْ يَحْدث الجِنَاسُ بَيْنَ اسْمَيْنِ ، أَوْ بَيْنَ فِعْلَيْنِ ، أَوْ بَيْنَ حَرْفَيْنِ :

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُمَاثِلِ بَيْنَ اسْمَيْنِ :

يَقُولُ الشَّاعِرُ :

إذَا الْعَيْنُ رَاحَتْ وَ هيَ عَيْنٌ عَلَى الْهَوَى ** فَلَيْسَ بِسِرٍّ مَا تُسِرُّ الْأَضَالِعُ .

** يُقْصَدُ بِ{الْعَيْن} الأُولى الْعُضْوّ الذي نُبْصِرُ بِهِ ، فِي حِين يُعْنَى بِ { عَيْن } الثَّانِيَّةُ صِفَة التَّجَسُّسِ .

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُمَاثِلِ بَيْنَ فِعْلَيْن :

يَقُولُ الشَّاعِرُ :

قَوْمٌ لَوْ أَنَّهُمُ ارْتَاضُوْا لَمَا قَرَضُوْا ** أَوْ أَنَّهُمْ شَعَرُوْا بِالنَّقْصِ مَا شَعَرُوْا

** يُسْتَفَادُ مِنْ { شَعَرُوْا } الْأُولَى مَعْنَى أَحَسُّوْا ، مِنَ الشُّعُورِ وَ الْإِحْسَاسِ ، أَمَّا { شَعَرُوْا } الثَّانِيَّة فَهِي مِنَ الشِّعْرِ ؛ أَي نَظَمُوْا شِعْراً .

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُمَاثِلِ بَيْنَ حَرْفَيْنِ :

" مِنَ الْقُرَّاءِ مَنْ يَمْكُثُ بَيْنَ الْكُتُبِ مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ دُونَ كَلَلٍ وَ لَا مَلَلٍ ."

** {مِنَ } الْأُولَى تُفِيدُ الْتَّبْعِيضُ ، أَيْ بَعْضُ الْقُرَّاءِ ؛ بَيْنَمَا تَعْنِي { مِنَ } الثَّانِيَّة الْاِبْتِدَاء ، أَيْ بِدَاية مِنَ الصَّبَاحِ .

✔ اَلنَّوْعُ الثَّانِي :

🌹🌷 اَلْجِنَاسُ الْمُسْتَوْفَى :

هُو مَا يَكُونُ لَفْظَاهُ مِنْ نَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَلِمًةِ ، فَيَحْدثُ مَثَلاً بَيْنَ الْاسْمِ وَ الْفِعْلِ وَ بَيْنَ الْفِعْلِ وَ الْحَرْفِ .

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُسْتَوْفَى بَيْنَ الْاِسْمِ وَ الْفِعْلِ :

يَقُولُ الشَّاعِرُ :

إِذَا رَمَاكَ الدَّهْرُ فِي مَعْشَرٍ ** وَ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى بُغْضِهِمْ

فَدَارِهِمْ مَا دُمْتَ فِي دَارِهِمْ ** وَ أَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ فِي أَرْضِهِمْ .

** { دَارِهِمْ } الْأُولَى فِعُلُ أَمْرٍ مِنْ دَارَى يُدَارِي مُدَارَاةً ، أَي عَامِلْهُمْ بِلُيُونَةٍ وَ مُرَاوَغَةٍ ، فِي حِين تُفِيدُ { دَارِهِمْ } الثَّانِيَّةِ ، الْاِسْم ، بَيْتَهُمْ وَ مَا يَنْتَمُونَ لَهُ دُونَكَ .

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُسْتَوْفَى بَيْنَ الْفِعْلِ وَ الْحَرْفِ :

لَوْ أَنَّ وَصْلاً عَلَّلُوهُ بِقُرْبِهِ ** لَمَا أَنَّ مَنْ حَمَلَ الصَّبَابَةَ وَ الْجَوَى

** { أَنَّ} الْأُولَى حَرْفُ تَوْكِيدٍ وَ نَصْبٍ ، وَ { أَنَّ } فِعْلٌ مَاضٍ مِنَ الْأَنِينِ ، وَ هُوَ الصَّوْتُ الذي يُصْدِرُهُ الْمُتَأَلِّمُ .

✔ اَلنَّوْعُ الثَّالِثُ :

🌹🌷 جِنَاسُ التَّرْكِيبِ :

هُوَ مَا يَكُونُ أَحَدُ رُكْنَيْهِ كَلِمَةً مُرَكَّبَةً ، وَ يَشْمَلُ ثَلَاثَةَ أَضْرُبٍ :

📌 اَلضَّرْبُ الْأَوَّلُ :

📎 اَلْجِنَاسُ الْمُتَشَابِهُ :

هُوَ مَا تَشَابَهَ رُكْنَاهُ لَفْظاً وَ خَطّاً

🌼🌻مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُتَشَابِهِ :

إِذَا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَهْ ** فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَهْ

** اَلْكَلِمَةُ الْأُولى { ذَا هِبَهْ } مُرَكَّبَة ، وَ تَعْنِي صَاحِب عَطَاءٍ وَ سَخَاءٍ ، بَيْنَمَا تَعْنِي الْكَلِمَةُ الثَّانِيَّةُ الْمُفْرَدَة { ذَاهِبَه } زَائِلَةً وَ مُنْتَهِيَّةً ، وَ هِي مِن الذَّهَابِ ، أَي الزَّوَال وَ النِّهَايَة .

📌 اَلضَّرْبُ الثَّانِي :

📎 اَلْجِنَاسُ الْمَفْرُوقُ :

هُوَ مَا تَشَابَهَ رُكْنَاهُ لَفْظاً لَا خَطّاً .

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمَفْرُوقِ :

قُلْتُ لِلْعَاذِلِ الْمُلِحِّ عَلَى الدَّمْ**عِ وَ إِجْرَائِهِ عَلَى الْخَدِّ نِيلاً

سَلْ سَبِيلاً إِلَى النَّجَاةِ وَ دَعْ دَمْ ** عَ عُيُونِي يَجْرِي لَهُمْ سَلْسَبِيلاً

** تَعْنِي {سَلْ سَبِيلاً }، الْمُرَكَّبُ الْإِسْنَادِي ، دَعْوَةَ الْمُخَاطَبِ إِلَى طَلَبِ طَرِيقٍ وَ سُلُوكِه ، فِي حِين تَعْنِي { سَلْسَبِيلاً } ، الاسمُ الْمُفْرَدُ ، الْمَاءَ الْجَارٍي بِلَا تَوَقُّفٍ وَ الْعَذْبَ الزُّلَال ، وَ مِما تُحِيلُ إلَيْهِ أَيْضاً اسْمُ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَ فِي آيِّ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ . وَ الْمَلْحُوظُ أَنَّ الرُّكْنَيْنِ الْمُتَجَانِسَيْنِ مُتَشَابِهَانِ فِي اللَّفْظِ فَقَطْ دُونَ الْخَطِّ .

📌 اَلضَّرْبُ الثَّالِثُ :

📎 اَلْجِنَاسُ الْمَرْفُوُّ :

هُو مَا يَكُونُ أَحَدُ رُكْنَيْهِ كَلِمَةً وَ الرُّكْنُ الْآخَرُ مُرَكَّباً مِنْ كَلِمَةٍ وَ جُزْءٍ مِنْ كَلِمَةٍ ثَانِيَّةٍ .

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمَرْفُوِّ :

وَ الْمَكْرُ مَهْمَا اسْتَطَعْتَ لَا تَأْتِهِ ** لِتَقْتَنِيَ السُّودَدَ وَ الْمَكْرُمَهْ

** اَلْرُّكْنُ الْأَوَّلُ للْجِنَاسِ فِي الْمِثَالِ { الْمَكْرُ مَهْ } مٌرَكَّبٌ مِنَ {الْمَكْرُ } وَ الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ [ مَهْمَا] ، أي مِنْ { مَهْ } ، فِي حِين أَنَّ الرُّكْنَ الثَّانِي ، فِي نِهَايَةِ الْبَيْتِ ، جَاءَ كَلِمَةً مُفْرَدَةً { الْمَكْرُمَهْ } ، أَيْ فِعْل الْخَيْرِ .

📗 اَلْجِنَاسُ غَيْرُ التَّامِّ :

هُوَ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ رُكْنَا الْجِنَاسِ فِي أَحَدِ الشُّرُوطِ الْأَرْبَعَةِ الْمُتَوَفِرَةِ فِي الْجِنَاسِ التَّامِّ ؛ أَيْ فِي أَنْوَاعِ الْحُرُوفِ ، أَوْ فِي أَعْدَادِهَا ، أَوْ فِي حَرَكَاتِهَا وَ سَكَنَاتِهَا وَ نُقَطِهَا ، أوْ فِي تَرْتِيبِهَا .

1) اَلْاِخْتِلَافُ فِي أَنْوَاعِ الْحُرُوفِ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ الْمُتَجَانِسَيْنِ يَجِبُ أَلَّا يَتَجَاوَز حرْفاً وَاحِداً ، وَ هُوَ نَوْعَانِ : جِنَاسٌ مُضَارَعٌ وَ جِنَاسٌ لَاحِقٌ .

📍 اَلْجِنَاسُ الْمُضَارَعُ :

هُو الذي يَكُونُ فِيه الْحَرْفَانِ الْمُخْتَلِفَانِ مُتَقَارِبَيْن مِنْ حَيْتُ الْمَخْرَج

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُضَارَعِ :

قَالَ رَسُولُ اللَّه عَليْهِ السَّلَامُ : { اَلْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَومِ الْقِيَّامَةِ .}

** اَلْكَلِمَةُ الْأُولَى { الْخَيْل } تَخْتَلِفُ مَعَ الْكَلِمَةِ الثَّانِيَّةِ الْمُتَجَانِسَةِ مَعَهَا { الْخَيْر } فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ ، حَيْثُ تَنْتَهِي الْأُولَى بِحَرْفِ اللَّام ، وَ الثَّانِيَّة بِحَرْفِ الرَّاء . وَ اللَّامُ وَ الرَّاءُ حَرْفَانِ مُتَقَارِبَانِ مِنْ حَيْث الْمَخْرَج ، ذَلِكَ أَنَّ مَخْرَجَ الْأَوَّل { اللَّام} هُو مِنْ أَدْنَى حَافَّتَيْ اللِّسَانِ إِلَى مُنْتَهَى طَرفِه ، وَ مَخْرَجَ الثَّانِي { الرَّاء } هُوَ مِنْ طَرفِ اللِّسَانِ مَعَ مَا يُحَاذِيهِ مِنَ الْحَنك الْأعلى .

 📍اَلْجِنَاسُ اللَّاحِقُ :

هُو الذي يَكُونُ فِيه الْحَرْفَانِ الْمُخْتَلِفَانِ مُتَبَاعِدَيْن مِنْ حَيْثُ الْمَخْرَج

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ اللَّاحِقِ :

قَالَ تَعَالَى { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } سُورَةُ الْهُمَزَةِ ، الْآيَةُ الْأُولَى .

** اَلْاخْتِلاَفُ الحَاصِلُ بَيْنَ الْمُتَجَانِسَيْنِ يَتَجَسَّدُ فِي حَرْفِ الْهَاءِ بِالنِّسْبَةِ للرُّكْنِ الْأَوَّلِ لِلْجِنَاسِ: { هُمَزَةٍ } وَ فِي حَرْفِ اللَّامِ بِالنِّسْبَةِ للرُّكْنِ الثَّانِي { لُمَزَةٍ } ، وَهُمَا حَرْفَانِ مُتَبَاعِدَانِ مِنْ حَيث الْمَخْرَج ، فَإِذَا كَان مَخْرَجُ اللَّام ، كَمَا عَلِمْنَا فِي الْمِثَالِ السَّابِقِ ، يَكُونُ مِنْ أَدْنَى حَافَّتَيْ اللِّسَانِ إِلَى مُنْتَهَى طَرفِه ، فَإِنَّ مَخْرَجَ حَرْفِ الْهَمْزَةِ يَكُونُ مِنَ الْحَلْقِ ؛ وَ عَلَيْهِ إِنَّ الْحَرْفَيْنِ مُتَبَاعِدَانِ مِنْ حَيْث المخرج .

2) اَلْاِخْتِلَافُ فِي عَدَدِ الْحُرُوفِ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ الْمُتَجَانِسَيْنِ ، وَ يُسَمَّى الجناس النَّاقص ، وَ يَأْتِي عَلَى صُورَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ :

📌 اَلصُّورَةُ الْأُولَى :

تَكُونُ الزِّيَادَةُ فِيهَا بَيْنَ الْمُتَجَانِسَيْنِ بِحْرْفٍ وَاحِدٍ

🌼🌻 مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ :

أَشْكُو وَ أَشْكُرُ فِعْلَهُ ** فَأَعْجَبُ لِشَاكٍ مِنْهُ شَاكِرُ

طَرفِي وَ طَرفُ النَّجْمُ فِ**كَ كِلَاهُمَا سَاهٍ وَ سَاهِرُ

** اَلْلَّفْظَانِ الْمُتَجَانِسَانِ فِي الْبَيْتِ الْأَوَّلِ هُمَا :{ شَاكٍ } وَ { شَاكِر }، فَبِالنَّظَرِ إِلَى عَدَدِ حُرُوفِ الْمُتَجَانِسَيْنِ، نَسْتَخْلِصُ أَنَّ اللَّفْظَ الثَّانِي { شَاكِر } أَكْثَرُ مِنَ اللَّفْظِ الْأَول { شَاكٍ } بِحْرْفٍ وَاحِدٍ ، وَ هُوَ حَرْفُ { الرَّاء } ، وَ الْحُكْمُ نَفْسُهُ يَجْرِي عَلى الْمُتَجَانِسَيْنِ فِي الْبَيْتِ الثَّانِي { سَاهٍ } وَ { سَاهِرُ } . وَ يُسَمَّى هَذَا الْجِنَاس بِالْجِنَاسِ الْمُطَرَّف .

📌 اَلصُّورَةُ الثَّانِيَّةّ :

تَكُونُ الزِّيَادَةُ فِيهَا بَيْنْ الْمُتَجَانِسَيْنِ بِأَكْثَرِ مِنْ حَرْفٍ وَاحِدٍ فِي الآخِر

🌼🌻 مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ :

تَقُولُ الشَّاعِرَةُ الْخَنْسَاءُ :

إِنَّ الْبُكَاءَ هُوَ الشِّفَا ** ءّ مِنَ الْجَوَى بَيْنَ الْجَوَانِحِ

** اَلْجِنَاسُ حَاصِلٌ فِي الْبَيْتِ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ { الْجَوَى } وَ { الْجَوَانِحِ } ، وَ الزِّيَادَةُ بَيْنَهُمَا بِحَرْفَيْنِ ، إِذ يَتَفَوَّقُ اللَّفْظُ الثَّانِي { الْجَوَانِحِ } بِحَرْفَيْن اثْنَيْنِ عَنِ اللَّفْظِ الثَّانِي { الْجَوَى } . وَ يُسَمَّى هَذا الْجِنَاسُ بِالْجِنَاسِ الْمُذَيَّلِ .

3) اَلْاِخْتِلَافُ فِي حَرَكَاتِ وَ سَكَنَاتِ الْحُرُوفِ وَ نُقَطِهَا بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ الْمُتَجَانِسَيْنِ :

✔ اَلْجِنَاسُ الذي يَخْتَلِفُ رُكْنَاهُ فِي الْحَرَكَاتِ وَ السَّكَنَاتِ يُسَمَّى الْجِناس الْمُحَرَّف

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُحَرَّفِ :

وَ الْحُسْنُ يظْهرُ فِي بَيْتَيْنِ رَوْنَقَهُ ** بَيْتٌ مِنَ الشِّعْرِ وَ بَيْتٌ مِنَ الشَّعَرِ

** اَللَّفْظَانِ الْمُتَجَانِسَانِ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي هُمَا : { الشِّعْر } وَ { الشَّعَر } . وَ الْاخْتِلَافُ يَتَمَثَّلُ فِي أنَّ اللَّفْظَ الْأَوَّلَ شِينُهُ حَرَكَتُهُ الْكَسْرْةُ وََ عَيْنُهُ سَاكِنَة ، بَيْنَمَا فِي اللَّفْظُ الثاني الْفَتْحَةُ هِي التي تُحَرِّكُ الشين و العين .

 ✔ اَلْجِنَاسُ الذي يَخْتَلِفُ رُكْنَاهُ فِي النُّقَط ، وَ يُسَمّى الْجِنَاس الْمُصَحَّف

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ الْجِنَاسِ الْمُصَحَّفِ :

يَقُولُ الشَّاعِرُ أَبِي فِرَاس الْحَمَدَانِي :

مِنْ بَحْرِ جُودِكَ أَغْتَرِفُ ** وَ بِفَضْلِ عِلْمِكَ أَعْتَرِفُ

** حَدَثَ الْجِنَاسُ بَيْنَ فِعْلَيْنِ : { أَغْتَرِفُ } وَ { أَعْتَرِفُ } ، وَ الْاخْتِلافُ يَتَجَسَّدُ فِي وُجُودِ النُّقطَةِ { نُقْطَةُ الْغَيْنٍ } فِي { أَغْتَرِفُ } ، فِي حِين تَنْعَدِمُ فِي { أَعْتَرِفُ} .

4) اَلْاِخْتِلَافُ فِي تَرْتِيبِ الْحُرُوفِ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ الْمُتَجَانِسَيْنِ ، وَ يُسَمَّى بِجِنَاسِ الْقَلْبِ ، وَ لَهُ أَرْبَعُ صُورٍ ، نُبَيِّنُهَا فِي مَا يَأْتِي :

📌 اَلصُّورَةُ الْأُولَى :

قَلْبُ الْكُلِّ

هُو الْجِنَاسُ الذي يَكُونُ تَرْتِيبُ حُرُوفِ أَحَد لَفْظَيْهِ عَكْسَ تَرْتِيبِ حُرُوفِ اللَّفْظِ الْآخَر

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ جِنَاسِ قَلْبِ الْكُلِّ :

يَقُولُ الشَّاعِرُ :

حُسَامُكَ فِيهِ لِلْأَحْبَابِ فَتْحٌ ** وَ رُمْحُكَ فِيهِ لِلْأَعْدَاءِ حَتْفٌ

** اَللَّفْظَانِ الْمُتَجَانِسَانِ : {فَتْحٌ} وَ { حَتْفٌ} تَرْتِيبُ حُرُوفِهما مَقْلُوبٌ كُلِّياً ، حَيْثْ أَنَّ بِدَايَة اللفظِ الأول { الفاءُ } هِي نِهَايَةُ اللّفظِ الثَّانِي . كَمَا أنَّ نِهَايةَ { فَتْح } { الحاء } هِي بِداية { حَتْفُ } .

📌 اَلصُّورَةُ الثَّانِيَّةُ :

قَلْبُ الْبَعْضِ

هُوَ الْجِنَاسُ الذي يَكُونُ تَرْتِيبُ بَعْض حُرُوفِ أَحَد لَفْظَيْه عَكْسَ تَرْتِيبِ بَعْض حُرُوفِ اللَّفْظِ الْآخر

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ جِنَاسِ قَلْبِ الْبَعْضِ :

يَقُولُ الشَّاعِرُ :

فَبِحَقِّي عَلَيْكَ يَا مَنْ سَقَانِي ** أَرَحِيقاً سَقَيْتَنِي أَمْ حَرِيقاً ؟

** نُلَاحِظُ أَنَّ قَلْبَ تَرْتِيبِ الْحُرُوفِ فِي المتجانِسَيْن : { حَرِيقًا } وَ { رَحِيقاً } ، حَدَثَ فِي الحَرْفَيْنِ الْأَول و الثَّانِي في اللَّفْظيْن وَ لَم يَكُن في كل حروفهِمَا .

📌 اَلصُّورَةُ الثَّالثةُ :

اَلْقَلْبُ الْمُجَنَّحُ :

هُوَ الْجِنَاسُ الذي يَكُونُ فِيهِ أَحَد اللَّفْظَيْنِ ، الْوَاقِعِ بِهِمَا الْقَلْب ، فِي بِدَايَةِ البيتِ ، وَ اللَّفْظُ الثَّانِي فِي نِهَايَتِهِ ، كَأَنَّهُمَا جَنَاحَانِ لِلْبَيْتِ

🌼🌻 مِثَالُ وَ تَوْضِيحُ جِنَاسِ الْقَلْبِ الْمُجنَّحِ :

أَسْكَرَنِي بِاللَّفْظِ وَ الْمُقْلَةِ الْ ** كَحْلَاءِ وَ الْوَجْنَةِ وَ الْكَاسِ

سَاقٍ يُرِينِي قَلْبُهُ قَسْوَةً ** وَ كُلُّ سَاقٍ قَلْبُهُ قَاسٍ

** نُلَاحِظُ أَنَّ الرُّكْنَ الْأَوَّل { سَاقٍ } مَوْجُودٌ فٍي بِدَايَةِ الْبَيْتِ ، وَ الرُّكْن الثاني ، الذي عكسه في ترتبيب الحروف ، يُوجَدُ فِي نِهَايَةِ البيت . و بهذا يشكلان جناحين له .

📌الصورة الرابعة:

اَلْمُسْتَوِي :

هُوَ الْجِنَاسُ الذي يُقْرَأُ فِيهِ لَفْظَا الْجِنَاسِ مِنَ الْيَمِينِ وَ مِنَ اليَسَارِ دُونَ أَنْ يَتَغَيَّرَ الْمَعْنَى ، نَحْو قول الشاعر :

لبق أقبل فيه هيف ** كل ما أملك إن غنى هبه .