1) لمحة موجزة عن المؤلَّفِ و المؤلِّفِ
2) ملخص المضمون الفكري للفصل الأول
3) طريقة دراسة قضية التطور التدريجي في الشعر الحديث
4) المناهج النقدية المستخدمة في دراسة القضية
5) الأسلوب الحجاجي و طبيعة اللغة
المنجز
1) لَمْحَة مُوجزة عن المؤَلِّفِ /المؤَلَّف
المؤَلِّفُ أحمد المعداوي ( 1936_ 1995) الملقب بالمجاطي شاعر له ديوان شعري بعنوان الفروسية ، نال عنه جائزتين اثنتين : جائزة ابن زيدون للشعر سنة 1985 ، و جائزة المغرب الكبرى للشعر سنة 1987 . و فضلا عن قوله الشعر يندرج أحمد المعداوي ضمن النقاد و الدارسين له ، و هذا الدرس النقدي للشعر كان له في عملين نقدين اثنين : العمل الأول أعده رسالة لنيل شهادة الماجستير سنة 1971 تحت عنوان حَرَكَةُ الشِّعْرِ الْحَدِيثِ بين النَّكْبَةِ و النَّكْسَة ( ( 1947 _ 1967، و سوف ينشر بتقديم و مراجعة الناقد و الكاتب المغربي نجيب العوفي ضمن منشورات المكتبة الأدبية لشركة النشر و التوزيع - المدارس - سنة 2002 بعنوان ظاهرة الشعر الحديث . أما العمل الثاني فموسوم ب : أزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث ، و قد أعدَّه أحمد المعداوي لنيل شهادة دكتوراه الدولة سنة 1992 ، ثم طبع ونشر ضمن منشورات دار الآفاق الجديدة 1993.
يدرس مؤلف ظاهرة الشعر الحديث قضيةَ تطور الشعر العربي الحديث. و هذه الدراسة كانت عبر مقدمة وأربعة فصول مع خاتمة. و انطلاقا من المقدمة ميز الناقد بين حركتين تجديديتين عرفهما تطور الشعر العربي في العصر الحديث .الحركة الأولى واجهت الوجود العربي التقليدي و هو قوي متماسك ، حيث توفر لها شرط الثقافة ، بوصفه شرطا من شروط الإبداع و التجديد الشعريين ، و حرمت ، في المقابل، من شرط الحرية ؛ مما جعل تجديدها للشعر تحديدا تدريجيا .بينما تميزت الحركة التجديدية الثانية عن الحركة سابقتها بتوفر شرط الحرية ، ذلك أنها واجهت المجتمع العربي التقليدي و هو في طريقه إلى الأفول و التلاشي ، مما جعل تطويرها للشعر يتسم بالعنف و الجذرية .
2) ملخص المضمون الفكري للفصل الأول
القسم الأول : نحو مضمون ذاتي
يقارن فيه المؤلف من جهة بين التيار الإحيائي الذي نفض غبار الانحطاط عن الشعر ، بمحاكاة و تقليد القدامى مع التمسك بالنظرة إلى التراث و الماضي بدل النظر إلى ذات الشاعر و واقعه الحاضر في التجارب الشعرية لشعراء هذا التيار ، و من جهة أخرى بين التيار الذاتي الذي رفض شعار التراث و تبنى شعار الذات ، الذات في حضن الطبيعة . و قد سقط شعراء التيار الذاتي / الوجداني في فخ الهروب من الواقع ؛ و ذلك خلال خصوماتهم الشعرية و النقدية مع التيار الإحيائي و النقد المحافظ القائم على علوم اللغة بمرجعية دينية. و عليه فقد كان إبداع شعراء التيار الذاتي رد فعل على التيار الإحيائي ، مع مجموعة من الشعراء الذين انتظموا داخل ثلاث مدارس هي : جماعة الديوان ، تيار الرابطة القلمية ، جماعة أبولو .
أ) جماعة الديوان : هي الجماعة التي أسست التيار الوجداني / الذاتي في الشعر العربي ، و ضمت هذه لشعراء عباس محمود العقاد ، عبد الرحمن شكري ، و ابراهيم عبد القادر المازني . و هؤلاء اتفقوا على أن الشعرَ وجدانٌ رغم اختلافهم حول مفهومه؛ فهو من منظور العقاد مزاج بين الفكر و الشعور، لكن شعره غلب فيه الفكرعلى الشعور . بينما نظر عبد الرحمن شكري إلى الوجدان بوصفه تأملا في أعماق الذات شعوريا ولا شعوريا و بعيدا عن العقل . في حين اعتبر المازني الوجدان تعبيرا عما تفيض به النفس من مشاعر .وما تميزت به هذه الجماعة المؤسسة هو جودة التنظير مقارنة مع الإبداع الشعري .
ب) تيار الرابطة القلمية : الرابط و الجامع بين أعضاء هذه الجماعة الشعرية هو الغربة و الإبداع ، و قد استقروا بأمريكا الشمالية . و تألفت من الشعراء ميخائيل نعيمة ، جبران خليل جبران ، إليا أبو ماضي ، ونسيب عريضة . نظر هذا التيار إلى الذات في الشعر من منظور وحدة الوجود ، حيث تتوحد الذات مع الكون و الطبيعة و الحياة . و قد لجأ شعراء الرابطة إلى الخيال في تجاربهم الشعرية مما جعلهم يقطعون أية صلة تربطهم بالحياة .و تميزت إبداعات شعراء الرابطة بالجودة مقارنة بإبداعات جماعة الديوان .
ج) جماعة أبولو : تشكلت من زمرة من الشعراء الذين جعلوا من الذات مصدرا لتجاربهم الشعرية ، وكان من أبرزهم أحمد زكي أبو شاذي ، إبراهيم ناجي ، أبو القاسم الشابي . و قد أفرط هؤلاء في تكرار الموضوعات نفسها في تجاربهم الشعرية مما جعلهم يسقطون في الاجترار . و لهذا وُسِمَتْ أشعارهم بإغراق الذات في المشاعر السلبية مثل العجز و الحرمان و الانطواء .
القسم الثاني : نحو شكل جديد
أبرز الناقد أحمد المعداوي كيف تمكنت القصيدة العربية ، مع التيار الذاتي بمضمون وجداني ، أن تتحلى وتتزين بأدوات زينة جديدة بعيدا عن القيود الذهبية التي جعلت مضمون الشعر هزيلا . و تجلت هذه الأدوات الفنية الجديدة في : اللغة ، الصورة الشعرية ، و الإيقاع .
أ) اللغة : جعل التيار الذاتي ، في تجارب شعرائه الشعرية ، اللغة تتخلى عن صلابة لغة القصيدة التقليدية ، و تنحو نحو اليسر و السلاسة في تصوير الواقع ؛ و ذلك بتسمية الأشياء بمسمياتها بمنأى عن الإغراق في الغريب و الغامض من الألفاظ أو العبارات ، كما في شعر الإحيائيين . لكن هذه السهولة أدت إلى الانزلاق ، مثلما حصل في بعض الأشعار الوجدانية ، نحو لغة الحديث اليومي . و يقدم المعداوي مثالين عن اقتراب لغة الشعر الذاتي من لغة الحديث اليومي بقصيدتين : الأولى لإليا أبي ماضي بعنوان : ابتسم، و الثانية موسومة ب : بلبل الساعة الثامنة لعباس محمود العقاد .
ب) الصورة الشعرية: لم يرتم الشاعر الوجداني / الذاتي في أحضان الصورة البيانية ، و لا جعلها هدفا في ذاتها ، كما فعل الشاعر الإحيائي ، و إنما اتخذها وسيلة للتعبير عن عواطفه و أحاسيسه عندما تعجز اللغة المباشرة عن أداء هذه الوظيفة . فلم تكن الصورة الشعرية في شعر إبراهيم ناجي، عينة شعرية من قصيدة الوداع مثلا ، بغرض الزخرفة ، كما هو الحال في المسرحية الشعرية لأحمد شوقي مجنون ليلى . فقد صور الشاعر إبراهيم ناجي نشوة الفرح مثلما عاشها دون أن يقلد القدامى.
و بهذا ترتبط الصورة الشعرية بمشاعر و رؤية الشاعر للحياة لا بذاكرته ، مثال قصيدة في القفر للشاعر إليا أبي ماضي . فلم تعد الصورة مع الذاتيين تقتصر على الزخرفة فقط ، و إنما تجاوزت ذلك نحو وظائف شعرية أخرى تحقيقا للوحدة العضوية للقصيدة ( الربط بين العواطف و الأحاسيس و الأفكار ).
ج) الإيقاع : و كما سخر الشاعر الذاتي / الوجداني اللغة و الصورة الشعرية لخدمة موضوع القصيدة ، جعل الوزن وسيلة للتعبير عن الموضوع الواحد ، مقابل الشاعر الإحيائي الذي عبر عن أكثر من موضوع في قصيدته بوزن واحد . و قدم الناقد أحمد المعداوي قصيدة المجنون للشاعر إليا أبي ماضي مثالا على التنويع في الوزن داخل القصيدة الواحدة من أجل التعبير عن موضوع واحد ؛ حيث جمعت هذه القصيدة بين وزن الرجز الذي تفعيلته مستفعلن و وزن الهزج الذي تفعيلته مفاعيلن .
خلاصة الناقد المعداوي حول تجديد الذاتيين في الشكل : ينهي أحمد المعداوي القسم الثاني ، الذي موضوعه محاولة التيار الذاتي تجديد شكل القصيدة العربية ، بالتأكيد أن كل المكاسب التي حققها التيار الذاتي في تجديده هذا تبقى مكاسب ضئيلة و ضعيفة لأنها ظلت منحصرة في فئة قيلة من شعراء التيار الذاتي . و سبب هذا الانحصار يرده الناقد إلى الهجوم الذي شنه المحافظون ( الشعراء الإحيائيون ، و النقاد علماء اللغة ) على الحركة التجديدية ، رغبة منهم في الحفاظ على اللغة خاصة و الشكل القديم عامة لما له من قداسة في نظرهم . و من المعارك و الخصومات النقدية التي دارت بين المحافظين والتجديديين حول هذا الموضوع يمثل الكاتب بما دارمن معارك نقدية بين مصطفى صادق الرافعي من تيار المحافظين وميخائيل نعيمة ( كما في كتابه الغربال ) من تيار التجديديين .
3) طريقة دراسة قضية التطور التدريجي للشعر الحديث
درس الناقد أحمد المعداوي قضية التطور التدريجي للشعر الحديث بانطلاقه من السياق العام القضية ، تاريخيا و سوسيوثقافيا أولا . ثم تدرج مما هو نظري : مفاهيم من التاريخ ( مثلا لتناول شعر التيار الإحيائي بالدراسة و مقارنته بالتيار الذاتي ) ، و من علم الاجتماع ( لتوضيح طبيعة المجتمع العربي و كذا شروط الابداع الشعري و معيقاته ) ، و من حقول معرفية أخرى مثل التحليل النفسي و العروض و البلاغة ، ليتجه نحو تطبيق المفاهيم المناسبة ، بما هي أدوات للتحليل ، على عينات من الشعر الإحيائي و الذاتي ، من أجل توضيح كيف تحقق التطور التدريجي في الشعر العربي ، و ينهي مسار دراسة و تحليل هذه القضية بالتوصل إلى مجموعة من الخلاصات و الأحكام العامة حول هذه قضية و ما تفرع عنها من قضايا .
4) المناهج النقدية المستخدمة في دراسة قضية التطور التدريجي للشعر الحديث
لتحليل و دراسة قضية التطور التدريجي للشعر الحديث نظر إليها الناقد أحمد المعداوي من منظورات متعددة بغرض أن يحيط بها و يحقق الموضوعية النسبية . إذ نظر إليها من منظور تاريخي حينما سلط الضوء على قضية تقليد تيار الإحيائيين للقدامى ، فاستعان إذن بالمنهج التاريخي ليبين كيف ظل هذا التيار مرتبطا بالماضي و نسي حاضره . كما درسها من منظور اجتماعي لما بين طبيعة المجتمع العربي و كيف حضر شرط الثقافة و غاب شرط الحرية في المقدمة ، و عليه فقد وظف الناقد منهجا اجتماعيا . أما تناوله للتيار الذاتي قفد كان من منظور نفسي لتوضيح مفهوم الوجدان ، و كذا لإبراز سمات التجربة الشعرية مع جماعة أبولو ، و بهذا فقد استخدم المنهج النفسي . و للكشف عن مميزات الشكل مع التيار الذاتي ، من حيث اللغة و الصورة و الإيقاع ، استخدم أحمد المعداوي منهجا فنيا ( بنيويا ) . كما جمع بين المنهجين الاجتماعي و البنيوي باستثماره المنهج البنيوي التكويني في تفسير تأثير الشكل القديم المقدس عند المحافظين على المضمون الشعري سلبا و كيف أثرت رؤية المجتمع العربي التقليدية للعالم على التجديد في الشكل الشعري مع التيار الذاتي .
5)الأسلوب الحجاجي و طبيعة اللغة
استند الناقد في تفسير قضية التطور التدريجي للشعر الحديث إلى أساليب حجاجية متنوعة ، منها السرد / الخبر ، و التصنيف و المقارنة : المقارنة بين منطلقات التجربة الشعرية عند الإحيائيين و الوجدانيين / الذاتيين ، و تصنيفه لشعراء التيار الذاتي إلى مدارس . كما تخلل فقرات هذا الفصل و قسميه أسلوب الاستنتاج ، و هو ، بعد التحليل ، عبارة عن خلاصات استنتجها الناقد حول القضية المحورية لهذا الفصل ، أوحول قضايا فرعية ، مثلما الشأن في نهاية القسم الثاني ، لما توصل الكاتب إلى خلاصة يوضح فيها أسباب انحصار التجديد على مستوى الشكل في فئة قليلة من شعراء التيار الذاتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق