مثال موضوع متكامل حول سؤال المؤلفات :
مؤلف ظاهرة الشعر الحديث
أولا: القولة موضوع السؤال
" التقى هؤلاء الشعراء (عباس محمود العقاد و عبدالرحمان شكري و عبدالقادر المازني ) عند فكرة واحدة ، هي أن الشعر وجدان ، غير أن مفهوم الوجدان عندهم كان متباينا ( ... ) لكن شعراء المهجر ، و لا سيما نعيمة و جبران ، فقد أرادوا أن يوسعوا مفهوم الوجدان حتى يشمل الحياة و الكون . "
أحمد المعداوي ، ظاهرة الشعر الحديث ، شركة النشر و التوزيع المدارس ، الدار البيضاء ، 2007 ، ص 11 و ما يليها بتصرف .
ثانيا : سؤال المؤلفات
1. وضع المؤلف في سياقه العام ، و تحديد موقع القولة نصيا و سياقيا داخل المؤلف
2. تحديد مفهوم الوجدان عند شعراء الديوان و شعراء الرابطة القلمية
3. بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة ظاهرة الشعر الحديث
4. صوغ خلاصة تركيبية تبرز قيمة مؤلف ظاهرة الشعر الحديث
المنجز / مثال تطبيقي:
مثال مقدمة الموضوع المتكامل
مؤلف ظاهرة الشعر الحديث دراسة نقدية ، تبرز مسار تطور الشعر العربي الحديث . أعدها الناقد و الشاعر أحمد المعداوي – المجاطي رسالة لنيل شهادة الماجستير سنة 1971 ، ولم تطبع حتى سنة 2002 بمراجعة و تقديم الناقد المغربي نجيب العوفي . و قد كانت قيمة مضافة لدراسات نقدية سبقتها حول موضوع الشعر الحديث ، مثل مؤلف الشعر العربي ، قضاياه وظواهره الفنية و المعنوية للدكتور عزالدين إسماعيل ، سنة 1966 ، و كتاب قضايا الشعر المعاصر ، لنازك الملائكة ، سنة 1967 ، ثم دراسة الكاتب غالي شكري بعنوان :"شعرنا الحديث إلى أين ؟ " سنة 1968 .
نبدأ بالجانب المضموني ، وذلك بالتدرج من العام إلى الخاص ، و بالاستناد إلى التحليل والمقارنة والاستنتاج
يوضح الدارس في الفصل الأول كيف عرف الشعر العربي تجديدا تدريجيا مع التيار الذاتي . ويتناول بالتحليل والدراسة مظاهر هذا التجديد مضمونا و شكلا مع شعراء ثلاث مدارس : الديوان ، الرابطة القلمية ، و أبوللو . وسنتوقف عند المدرستين الشعريتين الأولى و الثانية توقفا يتوخى إبراز معالم تجديد مضمون الخطاب الشعري مع شعراء الديوان و الرابطة القلمية .
من الجلي أن الشعر ، من منظور جماعة الديوان ، وجدان . و هي الجماعة المؤسسة للتيار الذاتي التجديدي في العالم العربي . لكن ربط هؤلاء الشعراء الشعر بذات الشاعر و وجدانه لم يمنع من وجود اختلاف بينهم حول مفهوم الوجدان . فإذا كان الشاعر عباس محمود العقاد قد جعل من الوجدان مزاجا بين الفكر و الشعور ، فإن عبد الرحمان شكري عده تأملا من الشاعر في أعماق الذات ببعديها الشعوري و اللاشعوري . هذا في الوقت الذي نظر فيه الشاعر عبد القادر المازني إلى الوجدان بوصفه كل ما تفيض به ذات الشاعر من أحاسيس و مشاعر .
على الرغم من محاولات شعراء الديوان المتباينة في توضيح مفهوم الوجدان لقارىء الشعر الذاتي ، فقد ظلت نظرتهم إلى الوجدان و الذات في الشعر نظرة ضيقة على خلاف التجربة الشعرية مع شعراء الرابطة القلمية عموما، ومع الشاعرين ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران بالخصوص . إذ نجد أن هذين الشاعرين المهجريين قد وسعا مفهوم الوجدان ليتجاوز الذات ويجعلها منفتحة على الكون و الحياة في تجاربهما الشعرية .
و يرجع ربط الوجدان بالحياة و الكون إلى إيمان الشاعرين ميخائيل نعيمة و جبران خليل جبران بوحدة الوجود ، التي تؤكد أن هناك روابط بين ذات الفرد و الكون ، و هي روابط تسمو بالفرد إلى مرتبة الواحد ، مما يجعل من النظرة المتأملة في أعماق الذات تقود هذا الفرد إلى رؤية العالم والحياة ينبثقان من داخله / ذاته و يعودان إليها ، مثلما هو الحال مع الشاعر جبران خليل جبران . وهذه النظرة التي تجعل الوجدان ينفتح على الكون و نواميسه نجد ما يماثلها عند الشاعر ميخائيل نعيمة ، حيث يحسب الأنا منبع كل الموجودات و مصبها في الوقت نفسه ، ولذا دعا كل من يريد معرفة الطبيعة إلى أن يعرف نفسه أولا و يحبها .
و عليه ، فقد أصبح الوجدان ، الذي انحصر في الذات مع جماعة الديون ، هو النفس و الحياة والطبيعة و الكون مع الشاعرين جبران و نعيمة .
ننتقل إلى الجانب المنهجي الذي يتطلب معرفة المناهج النقدية التي استند إليها أحمد المعداوي في دراسة و تحليل قضية تطور الشعر العربي
استعان المؤلف أحمد المعداوي ، في دراسة القضية المحورية لمؤلفه ظاهرة الشعر الحديث : الشعر الحديث بين التطور و التطور التدريجي ، بمناهج نقدية متنوعة ، من أجل الإحاطة بموضوع دراسته من كل الجوانب ، و كذا لتفادي السقوط في القصور و الجزئية ، اللتين آخذ من سبقه من النقاد عليهما . و مرد هذا التنوع هو المنظورات المتعددة التي نظر منها الدارس إلى قضيته . فقاربها تارة من منظور تاريخي في دراسته للعلاقة المتوترة بين التقليد والتجديد في الشعر العربي ، و نظر إليها تارة أخرى من منظورين نفسي و اجتماعي ، حينما ربط الحركتين الشعريتين الأولى و الثانية بمحيطهما الاجتماعي و انعكاسه على نفسية الفرد / الشاعر . كما اعتمد المنهج الموضوعاتي في دراسته لمعاني الشعر الحديث . و بهذا يحق القول إن أحمد المعداوي استند إلى المنهج التاريخي و المنهج البنيوي التكويني ( أي الاجتماعي ) و المنهج النفسي ثم المنهج الموضوعاتي . و كان كل هذا التكامل المنهجي بغية إنجاز دراسة علمية تتسم بالتكامل و الدقة و الموضوعية .
بارك الله في علمك أستاذنا الرائع
ردحذفشكرا أستاذنا الرائع
ردحذف