مدون مهتم باللغة العربية و أدبها

الأربعاء، 7 يوليو 2021

مثال موضوع متكامل حول سؤال المؤلفات : مؤلف ظاهرة الشعر الحديث

 مثال موضوع متكامل حول سؤال المؤلفات : 

مؤلف ظاهرة الشعر الحديث


أولا: القولة موضوع السؤال

" التقى هؤلاء الشعراء (عباس محمود العقاد و عبدالرحمان شكري و عبدالقادر المازني ) عند فكرة واحدة ، هي أن الشعر وجدان ، غير أن مفهوم الوجدان عندهم كان متباينا ( ... ) لكن شعراء المهجر ، و لا سيما نعيمة و جبران ، فقد أرادوا أن يوسعوا مفهوم الوجدان حتى يشمل الحياة و الكون . "

أحمد المعداوي ، ظاهرة الشعر الحديث ، شركة النشر و التوزيع المدارس ، الدار البيضاء ، 2007 ، ص 11 و ما يليها بتصرف .

 

ثانيا : سؤال المؤلفات

انطلق/ي من هاته القولة ، و من قراءتك للمؤلف النقدي ، ثم اكتب/ي  موضوعا متكاملا تنجز/ين فيه ما يأتي :

1. وضع المؤلف في سياقه العام ، و تحديد موقع القولة نصيا و سياقيا داخل المؤلف

2. تحديد مفهوم الوجدان عند شعراء الديوان و شعراء الرابطة القلمية

3. بيان المنهج الذي اعتمده الكاتب في دراسة ظاهرة الشعر الحديث

4. صوغ خلاصة تركيبية تبرز قيمة مؤلف ظاهرة الشعر الحديث

 

المنجز / مثال تطبيقي: 

مثال مقدمة الموضوع المتكامل

     مؤلف ظاهرة الشعر الحديث دراسة نقدية ، تبرز مسار تطور الشعر العربي الحديث . أعدها الناقد و الشاعر أحمد المعداوي – المجاطي رسالة لنيل  شهادة الماجستير سنة 1971 ، ولم تطبع حتى سنة 2002 بمراجعة و تقديم الناقد المغربي نجيب العوفي  . و قد كانت قيمة مضافة لدراسات نقدية سبقتها حول موضوع الشعر الحديث ، مثل مؤلف الشعر العربي ، قضاياه وظواهره الفنية و المعنوية للدكتور عزالدين إسماعيل ، سنة 1966 ، و كتاب قضايا الشعر المعاصر ، لنازك الملائكة ، سنة 1967 ، ثم دراسة الكاتب غالي شكري بعنوان :"شعرنا الحديث إلى أين ؟ " سنة 1968 .

     و قد اقتطفت هذه القولة من الفصل الأول بمؤلف ظاهرة الشعر الحديث الموسوم ب : "التطور التدريجي في الشعر الحديث " ، ومصدرها بالضبط هو القسم الأول من هذا الفصل ، الذي يحمل عنوان : نحو مضمون جديد ، قسم درس فيه الكاتب قضية التجديد الشعري مضمونيا مع التيار الذاتي . فماذا يعني مفهوم الوجدان مع شعراء الديوان و شعراء الرابطة القلمية ؟ وما أوجه التشابه والتباين بين المدرستين في تحديد هذا المفهوم ؟ و أي منهج نقدي اعتمده الدارس في تناول قضية تطور الشعر الحديث مضمونا وشكلا في مؤلفه ؟
 
 مثال عرض الموضوع المتكامل

نبدأ بالجانب المضموني ، وذلك بالتدرج من العام إلى الخاص  ، و بالاستناد إلى التحليل والمقارنة والاستنتاج

     يوضح الدارس في الفصل الأول كيف عرف الشعر العربي تجديدا تدريجيا مع التيار الذاتي . ويتناول بالتحليل والدراسة مظاهر هذا التجديد مضمونا و شكلا مع شعراء ثلاث مدارس : الديوان ، الرابطة القلمية ، و أبوللو . وسنتوقف عند المدرستين الشعريتين  الأولى و الثانية توقفا يتوخى إبراز معالم تجديد مضمون الخطاب الشعري مع شعراء الديوان و الرابطة القلمية .

     من الجلي أن الشعر ، من منظور جماعة الديوان ، وجدان . و هي الجماعة المؤسسة للتيار الذاتي التجديدي في العالم العربي . لكن ربط هؤلاء الشعراء الشعر بذات الشاعر و وجدانه لم يمنع من وجود اختلاف بينهم حول مفهوم الوجدان . فإذا كان الشاعر عباس محمود العقاد قد جعل من الوجدان مزاجا بين الفكر و الشعور ، فإن عبد الرحمان شكري عده تأملا من الشاعر في أعماق الذات ببعديها الشعوري و اللاشعوري . هذا في الوقت الذي نظر فيه الشاعر عبد القادر المازني إلى الوجدان بوصفه كل ما تفيض به ذات الشاعر من أحاسيس و مشاعر .

    على الرغم من محاولات  شعراء الديوان المتباينة في توضيح مفهوم الوجدان لقارىء  الشعر الذاتي ، فقد ظلت نظرتهم إلى الوجدان و الذات في الشعر نظرة ضيقة على خلاف التجربة الشعرية مع شعراء الرابطة القلمية عموما، ومع الشاعرين ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران بالخصوص . إذ نجد أن هذين الشاعرين المهجريين قد وسعا مفهوم الوجدان ليتجاوز الذات ويجعلها منفتحة على الكون و الحياة في تجاربهما الشعرية . 

     و يرجع ربط الوجدان بالحياة و الكون إلى إيمان الشاعرين ميخائيل نعيمة و جبران خليل جبران بوحدة الوجود ، التي تؤكد أن هناك روابط بين ذات الفرد و الكون ، و هي روابط تسمو بالفرد إلى مرتبة الواحد ، مما يجعل من النظرة المتأملة في أعماق الذات تقود هذا الفرد إلى رؤية العالم والحياة ينبثقان من داخله / ذاته و يعودان إليها ، مثلما هو الحال مع الشاعر جبران خليل جبران . وهذه النظرة التي تجعل الوجدان ينفتح على الكون و نواميسه نجد ما يماثلها عند الشاعر ميخائيل نعيمة ، حيث يحسب الأنا منبع كل الموجودات و مصبها في الوقت نفسه ، ولذا دعا كل من يريد معرفة الطبيعة إلى أن يعرف نفسه أولا و يحبها  .

   و عليه ، فقد أصبح الوجدان ، الذي انحصر في الذات مع جماعة الديون ، هو النفس و الحياة والطبيعة و الكون مع الشاعرين جبران و نعيمة .

ننتقل إلى الجانب المنهجي الذي يتطلب معرفة المناهج النقدية التي استند إليها أحمد المعداوي في دراسة و تحليل قضية تطور الشعر العربي

     استعان المؤلف أحمد المعداوي ، في دراسة القضية المحورية لمؤلفه ظاهرة الشعر الحديث : الشعر الحديث بين التطور و التطور التدريجي ، بمناهج نقدية متنوعة ، من أجل الإحاطة بموضوع دراسته من كل الجوانب ، و كذا لتفادي السقوط في القصور و الجزئية ، اللتين آخذ من سبقه من النقاد عليهما . و مرد هذا التنوع هو المنظورات المتعددة التي نظر منها الدارس إلى قضيته . فقاربها تارة من منظور تاريخي في دراسته للعلاقة المتوترة بين التقليد والتجديد في الشعر العربي ، و نظر إليها تارة أخرى من منظورين نفسي و اجتماعي ، حينما ربط الحركتين الشعريتين الأولى و الثانية بمحيطهما الاجتماعي و انعكاسه على نفسية الفرد / الشاعر . كما اعتمد المنهج الموضوعاتي في دراسته لمعاني الشعر الحديث . و بهذا يحق القول إن أحمد المعداوي استند إلى المنهج التاريخي و المنهج البنيوي التكويني ( أي الاجتماعي ) و المنهج النفسي ثم المنهج الموضوعاتي . و كان كل هذا التكامل المنهجي بغية إنجاز دراسة علمية تتسم بالتكامل و الدقة و الموضوعية .

مثال خاتمة الموضوع المتكامل
 
     يدرج مؤلف ظاهرة الشعر الحديث لصاحبه أحمد المعداوي – المجاطي في خانة الدراسات النقدية العلمية الرصينة و السباقة إلى دراسة الشعر الحديث ، وهذا ما جعل منه مرجعا أساسيا لكل دارس للشعر العربي الحديث ، بداية من المبتدئين وصولا إلى الباحثين . و له قيمة نقدية مضاعفة لأن دارسه أحمد المعداوي ليس ناقدا ودارسا للشعر الحديث من الخارج ، و إنما هو الناقد و الشاعر الذي له دراية تامة بموضوع دراسته .
 
 
 

هناك تعليقان (2):

بطاقات لغوية/ بطاقة الاستفهام

 بطاقات لغوية/بطاقة الاستفهام