ٱلْإِنْجَازِيَّة
1.تَعْرِيفُ الْاِسْتِفْهَامِ
✔مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ : سَأَلَ ٱلزَّائِرُ ٱلْغَرِيبُ عَنِ ٱلْمَدِينَةِ أَحَدَ الطُّلَّابِ : { أَيْن يُوجَدُ ٱلْمَعْهَدُ الْعَالِي لِلتِّكْنُولُوجِيَا مِنْ فَضْلِكَ ؟ } . جَلِيٌّ ، فِي ٱلْجُمْلَةِ الْاِسْتِفْهَامِيَّةِ / ٱلْمِثَالِ ، أَنَّ ٱلزَّائِرَ ٱلْغَرِيبَ عَنِ ٱلْمَدِينَةِ [ بِوَصْفِهِ مُسْتَفْهِماً جَاهِلاً ] يَطْلُبُ مِنْ أَحَدِ ٱلطُّلَّابِ [ بِاعْتِبَارِهِ مُسْتَفْهَماً مِنْهُ عَالِماً ] مَعْرِفَةَ مَكَانِ وُجُودِ ٱلْمَعْهَدِ ٱلْعَالِي لِلتِّكْنُولُوجِياَ [ بِوٕصْفِهَا مَعْلومَةً مُسْتَفْهَماً عَنْهَا ، يَجْهَلُهَا السَّائِلُ{ الزائر } وَ يُمْكِنُ أَنْ يَعْرِفَهَا ٱلْمَسْؤُولُ { أَحَدُ ٱلطُّلَّابِ } ].
⇐تَأْسِيساً عَلَى مَا سَبَقَ ، ٱلْاِسْتِفْهَامَ هُوَ طَلَبُ ٱلْمُسْتَفْهِمِ / ٱلسَّائِلِ ٱلجَاهِلِ مِنَ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ / ٱلْمَسْؤُولِ ٱلْعَالِمِ مَعَلُومَةً مَجْهُولَةً بِالنِّسْبَةِ لِلسَّائِل وَ مَعْروفَةً بِالنِّسْبَةِ لِلْمَسْؤُولِ أَوْ مَعْرِفَتها مُمْكِنة وَقْتَ ٱلطَّلَبِ .
2. أَنْوَاعُ أَدَوَاتِ ٱلْاِسْتِفْهَامِ بِاعْتِبَارِ ٱلْمَطْلُوبِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِ / ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ
✖ اَلنَّوْعُ ٱلْأَوَّل يُطْلَبُ بِهِ ٱلتَّصَوُّر تَارة وَ ٱلتَّصْدِيق تَارة أخرى ؛ وَ هُو هَمْزَةُ ٱلْاِسْتِفْهَامِ
⬅اَلْاِسْتِفْهَامُ بِٱلْهَمْزَةِ الَّذِي يُفِيدُ ٱلتَّصَوُّرَ
✔مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ : أَتُؤَيِّدِينَ فِكْرَةَ ٱلنَّقْلِ ٱلتِّكْنُولُوجِيِّ أَمْ تُعَارِضِينَهَا ؟ . اَلظَّاهِرُ أَنَّ ٱلْمُسْتَفْهِمَ يَطْلُبُ ، في هذه الجملة الاستفهامية/ مِثَالنا ، مِنَ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ تَعْيِينَ مَعْلُومَة وَاحِدَة مِنْ بَيْنِ معلُومَتَيْن اثْنَتَيْن { تَأْيِيد فِكرة ٱلنَّقْلِ ٱلتِّكْنُولُوجِي ⇐ [ اَلْمَعْلُومَةُ ٱلْأُولَى ] } ، أو { مُعَارضة فكرةٱلنَّقْلِ ٱلتِّكْنُولُوجِي⇐ [ اَلْمَعْلُومَةُ ٱلثَّانِيَّةُ ] } ، حيث يُخَلِّصُُ جَوَابُ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ ٱلسَّائِلَ مِن ٱلتَّرَدُدِ بَيْنَ مَعْلُومَتَيْن اثْنَتَيْن ، وَ هُوَ ٱلْجَوَابُ الَّذِي يَكُونُ بِتَعْيِينِ مَعْلُومَةٍ وَاحِدةٍ فقط . وَ عَلَيهِ فَإِنَّ ٱلْاستفهام بِٱلْهَمْزَةِ ، فِي هَذِهِ ٱلْحَالَةِ، يُفِيدُ ٱلتَّصَوُّرَ .
⬅اَلْاِسْتِفْهَامُ بِٱلْهَمْزَةِ الَّذِي يُفِيدُ ٱلتَّصْدِيقَ
✔مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ : أَتَسْتَخْدِمُ ٱلتِّكْنُولُوجِيَا ٱلْحَدِيثَةَ فِي ٱلتَّعَلُّمِ ٱلذَّاتِيِّ؟ . يَطْلُبُ ٱلْمُسْتَفْهِمُ مِنَ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ إِثْبَاتَ ٱلْمَعْلُومَة الَّتي يَجْهَلُهَا [جَوَابُ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ يَكُونُ بِ"نَعَمْ" ] ، أَوْ نَفْيَهَا [ جَوَابُ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ يَكُونُ بِ " لَا" ] . وَ بِالتَّالِي فَٱلْاِسْتِفْهَامُ بِٱلْهَمْزَةِ ، فِي هَذِهِ ٱلْحَالَةِ ، يُفِيدُ ٱلتَّصْدِيقَ
✖ اَلنَّوْعُ ٱلثَّانِي يُطْلَبُ بِهِ ٱلتَّصْدِيق فَقَطْ :
✔مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ : هَلْ تُسَاهِمُ عَائِدَاتُ ٱلْمُهَاجِرِينَ فِي ٱلتَّنْمِيَّةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ ؟. إِنَّ ٱلْجَوَابَ ٱلَّذِي يَتَلَقَّاهُ ٱلْمُسْتَفْهِمُ مِنَ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ ، فِي هَذِهِ ٱلْحَالَةِ ، يَكُونُ بِإِثْبَاتِ ٱلْمَعْلُومَةِ [ اَلْجَوَابُ بِ :" نَعَمْ " ] ، أوْ بِنَفْيِهَا [ اَلْجَوَابُ بِ : " لَا " ] ، دُون تَعْيِينِهَا . اَلْاِسْتِفهَامُ بِحَرْفِ { هَلْ } إِذَنْ يُفِيدُ ٱلتَّصْدِيقَ فَقَطْ .
✖ اَلنَّوْعُ ٱلثَّالِثُ يُطْلَبُ بِهِ ٱلتَّصَوُّر فَقَطْ :
✔مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ : مَتَى نُحَقِقُّ تَقُدُّماً فِي مَجَالِ ٱلتِّكْنُولُوجِيَا ؟ . إِنَّ ٱلْمُسْتَفْهِمَ ، بِسُؤَالِهِ هَذا ، يَنْتَظِرُ مِنَ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ جَواباً يُعَيِّنُ فِيه زَمَنَ تَحَقُّقِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلتِّكْنُولُوجِيِّ ، أَيْ يُقَدِّمُ تَصَوُّراً يُحَدّدُ فيه توقيت هذا ٱلتَّقَدُّمِ . وَ نُشِيرُ إِلَى أنَّ أَدَاةَ ٱلْاِسْتِفْهَامِ جَاءَتْ ، في هَذا ٱلْمِثَال اسْماً ، وَ لَيْسَتْ حَرْفاً ، كَمَا سَبقَ فِي ٱلْمِثَالَيْنِ أَعْلَاه [ حَرْفَا ٱلْهَمْزََةِ وَ هَلْ ] . وَ عَلَيهِ فَأَسْمَاءُ كُلُّهَا تَقْتَضِي جَوَاباً يُعَيِّنُ مَعْلُومَة حَوْلَ ٱلزَّمَنِ ، مِثْلَمَا هُو ٱلْحَالُ مَعَ { مَتَى ( فِي مثالنا ) ، أَيَّان } ، أَو حَوْلَ ٱلْمَكَان مَعَ اسْمِ ٱلْاسْتِفْهَامِ { أَيْنَ } ، أَوْ حوْلَ ٱلْهَيْئَةِ وَ ٱلْحَالِ مَعَ { كَيْفَ } ، أَوْ حَوْلَ ٱلْفَاعِلِ ٱلْعَاقِلِ مَعَ { مَنْ } ، وَ غَيْرِ ٱلْعَاقِلِ مَعَ { مَا } ...
⇚خُلَاصَة لِمَا سَبقَ يُفِيدُ ٱلْاسْتِفْهَامُ بِٱلأَسْمَاءِ ٱلتَّصَوُّرَ فَقَطْ.أَمَّا بِحَرْفِ {هَلْ } فَيُفِيدُ ٱلتَّصْدِيقَ فَقَطْ. فِي حِين يُفِيدُ ٱلْاسْتِفْهَامُ بِٱلْهَمْزَةِ ٱلتَّصَوُّرَ تارة وَ ٱلتَّصْدِيقَ تَارَةً أُخْرَى.
3.اِنْتِقَالُ ٱلْاسْتِفْهَامِ مِنَ ٱلْمَعْنَى ٱلْحَرْفِي إلَى ٱلْمَعْنَى ٱلْبَلَاغِيِّ/ غَيْر ٱلْحَرْفِيِّ[ من ٱلْقُوَّةِ ٱلْإِنْجَازِيَّةِ ٱلْحَرْفِيَّةِ إِلَى ٱلْقُوَّةِ ٱلْإِنْجَازِيَّةِ ٱلْمُسْتَلْزَمَةِ ]
✔مِثَالٌ وَ تَوْضِيحٌ : قَالَ ٱلْوَالِدُ يُخَاطِبُ وَلَدَهُ بَعْدَ إِهْمَالِهِ إِنْجَاز ٱلْوَاجِبَاتِ ٱلْمَدْرَسِيَّة: { أَتَظُنُّ أَنَّ كَسَلَكَ سَيَقُودُكَ إِلَى نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ تَجْعَلُنِي فَخُوراً بِكَ ؟ } . اَلْمُؤَكَّدُ أَنَّ ٱلْاسْتِفْهَامِ بٓمَعْنَاه ٱلْحَرْفِيِّ يَتَوَقَّفُ عَلَى جَهْلِ ٱلْمُسْتَفْهِمِ ، و هَذا مَا ينْعَدِمُ فِي مِثالنا ، ذَلِكَ أنَّ ٱلْوَالِدُ يَسْأَلُ ٱلْوَلَدَ ، وَ هُوَ عَلَى عِلْمٍ بِأَنَّ ٱلْكَسَلَ لَهُ ٱنْعِكَاسَاتٌ سَلْبِيَّةٍ عَلَى ٱلتَّعَلُّمِ ، وَ بِغِيَابِ رُكْنِ جَهْلِ ٱلْمُسْتَفْهِمِ بٱلْمَعْلُومَة ٱلْمَطْلُوبة يَنْتَقِلُ ٱلْاسْتِفْهَامُ ، فِي مِثالنا ، مِن ٱلْمَعْنَى ٱلْحَرْفِي ٱلْمُسَمَّى : ٱلْقُوَّة ٱلْإِنْجَازِيَّة ٱلْحَرْفِيَّة إِلَى مَعْنَى بَلَاغِيٍّ يُسْتَفَادُ مِنْ سِياق ٱسْتِفْهَامِ ٱلْوَالِد وَلَده ، حَيْثُ أَنَّ ٱلْمَعْنَى ٱلْمَقْصُودَ هُوَ ٱلتَّحْذِيرُ : الْوالدُ يُحذِّرُ ٱلْوَلَدَ مِنَ ٱلْآثَارِ ٱلسَّلْبِيَّةِ ٱلَّتِي لِلْكَسَلِ على ٱلتَّعَلُّمِ . وَ يُسَمَّى ٱلْمَعْنَى ٱلْبَلَاغِيّ بِٱلْقُوَّةِ ٱلْإِنْجَازِيَّة ٱلْمُسْتَلْزَمَة . وَ مِنَ ٱلْمَعَانِي ٱلْبَلَاغِيَّة ٱلَّتِي يُفِيدُهَا ٱلْاستفهامُ نَذْكُرُ ٱلتَّمَنِّي { هَلْ سَتُمْطِرِي يَا سَمَائِي ذَهَباً؟ } ، اِنْعَدَمَ فِي هَذا ٱلْمِثَالِ شَرْطُ ٱلْمُسْتَفْهَمِ مِنْهُ ٱلْعَالِم [ السماء جماد لا تعلم / و بالتالي لا تجيب] ، وَ ٱلتَّقْرِير ، كَمَا فِي قَوْلِ ٱلْأُمِّ لِبِنْتِهَا ٱلْعَاقَّة : { أَلَسْتُ أُمّك ٱلَّتِي رَبَّتْكِ وَ ٱعْتَنَتْ بِكِ حَتَّى نَجَحْتِ فِي دِرَاسَتَكِ وَ أَصْبَحَ لَكِ شَأْنٌ بَيْنَ أَقْرَانِك؟} ، وَ ٱلْإِنْكَار { أَحِرْمَانُ أَطْفالك من نِعْمَة ٱلتَّمَدرُسِ بِدُونِ أَي مَانِعٍ فِعْلٌ يَقْبَلهُ ٱلْعَقْلُ ٱلسَّلِيمِ }، وَ ٱلتَّحْقِير { أَرَجُلٌ أَنْتَ ؟} ، وَ غَيْرها من ٱلمعاني ٱلبلاغية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق